حرية الرأي.. تعزيز للاستقرار

حرية الرأي.. تعزيز للاستقرار

تابع الشعب المصري بقلق واشفاق مسيرات ما سمي بيوم الغضب التي شارك فيها بعض ابنائه للتعبير عن آرائهم ورفع مطالبهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي لم تجد طريقا متاحا للوصول إلي صناع القرار غير التظاهر.

يدرك ملايين المصريين مدي أهمية الأمن والاستقرار في وطن تتهدده الأخطار والمؤامرات الخارجية. وتحوم حوله غربان العنف والتخريب كي تجد لنفسها مو ضع قدم علي الأرض المصرية الطيبة.

يتعزز هذا الأمن والاستقرار بسماع كافة الآراء والمطالب مهما كان حجم من يطرحونها أو موقعهم في الساحة السياسية. ماداموا يلتزمون بالقانون والشرعية. بحيث تتاح لهم فرص الحوار حول هذه المطالب في جو ديمقراطي بعيد عن التهديد والابتزاز.

فلسطين .. لن تكون الأخيرة

فلسطين .. لن تكون الأخيرة

ليس عدلا أن نحاسب مفاوض السلطة الفلسطينية وحده علي تنازلاته المهينة والخطيرة عن الثوابت التاريخية للنضال الفلسطيني والعربي. أمام مفاوض سلطة الاحتلال الإسرائيلي المدعم بالآلة العسكرية المسعورة والانحياز الأمريكي الأعمي.

افتقد المفاوض الفلسطيني بعد انقسامات فصائل المقاومة الفلسطينية. دعم العالم العربي الذي اعتبر في مراحل نضالية سابقة. قضية فلسطين قضيته الأولي. مدركا بحق ان إقامة إسرائيل علي أرض الشعب الفلسطيني استهدفت تمزيق أواصر الأمة العربية. وتفريق شمل شعوبها لصالح المخططات التوسعية لإسرائيل والاستعمارية للقوي الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.

لقد توارت قضية العرب الأولي أمام قضايا الصراعات الناشبة بين الدول العربية. والمعارك المشتعلة في الجبهات الداخلية لكل دولة منها. بدلا من توحيد الصفوف وتكريس الجهود لمواجهة المخططات الإسرائيلية المدعومة أمريكيا. وإيقاظ الوعي لدي الشعوب العربية كي تدرك ان سقوط فلسطين العربية نهائياً في أيدي الصهيونية ليس نهاية للصراع بل بداية جديدة لإسقاط دول عربية أخري.

المفاوض الفلسطيني .. بلا قوة

المفاوض الفلسطيني .. بلا قوة

أكدت السلطة الفلسطينية عدم صحة ما أذيع من وثائق عن المفاوضات التي جرت مؤخرا بين ممثلي السلطة وإسرائيل تضمنت اجحافا بل تنازلا خطيرا عن بعض الحقوق الفلسطينية التاريخية خاصة في القدس العربية المحتلة حيث ذكرت الوثائق ان المفاوض الفلسطيني وافق علي التنازل عن بعض أحيائها لصالح إسرائيل مقابل مناطق داخل أراضي 48.
ان النفي الرسمي الفلسطيني لصحة هذه الوثائق الخطيرة لا يخفي حقيقة ضعف قوة المفاوض الفلسطيني بالنظر إلي ما تعانيه الساحة الفلسطينية من صراعات بين مختلف فصائل المقاومة تجسدت في الانقسام الراهن بين حكومتي غزة ورام الله. والخلافات التي بدأت تدب داخل أكبر الفصائل فتح وحماس مهددة بتفسخ الجبهة الفلسطينية في وقت تحتاج فيه لوحدة الصف والهدف سواء أكانت تفاوض أو تقاتل.

تحية.. لعيون مصر الساهرة

تحية.. لعيون مصر الساهرة

** شارك الرئيس حسني مبارك أمس رجال الشرطة.. عيون مصر الساهرة.. احتفالهم بعيد الشرطة الذي يجسد ذكري خاصة لوقوف هؤلاء الأبطال مدافعين عن الشعب ضد الاحتلال البريطاني.

ومؤكدين علي قيم الانتماء المغروسة في قلوبهم وعقولهم للوطن الغالي.. وتقدم الصفوف للمشاركة في مقاومة الغاصبين والمتآمرين.

** أكد الرئيس مبارك بكل وضوح.. انه لن يتسامح مع من يحاول المساس بوحدة أبناء الشعب والوقيعة بين عنصري الأمة من مسلمين ومسيحيين.. واننا لن نتردد في اتخاذ كل ما يحقق أمن مصر الغالية وشعبها.. والتصدي لدعاة الفتنة ومحاسبة من يروجون لها أو يحرضون عليها.. كما أكد الرئيس ان مصر الحضارة والاستقرار والسلام ستتعقب بكل قوة الإرهاب وتقتلع جذوره.

** أوضح الزعيم للعالم كله.. ان الطائفية ظاهرة ممقوتة وغريبة عن المجتمع المصري وقال لدعاة الاستقواء بالأجنبي.. ان دعواهم مرفوضة.. تأباها كرامة مصر أقباطا قبل المسلمين.. كما ان فرض الحماية الأجنبية والوصاية ذهب إلي غير رجعة.. مذكرا الجميع بأحد المباديء الهامة التي تعتمدها مصر مبارك وتتمثل في اننا لا نقبل ضغوطا أو تدخلا في الشأن المصري من أي جهة كانت.

** وتؤكد دروس التاريخ.. ووقائعه.. لقد أثبتت مصر نجاحها في مواجهة الشدائد والمحن والخروج منها أقوي.. وأكد المصريون انهم شعب متماسك تصقله المخاطر والتحديات.

** ونجدد التحية والتقدير لرجال الشرطة الأوفياء الذين يخوضون ببسالة معركة كبري ضد الإرهاب والتطرف.. وقدموا الكثير من التضحيات والشهداء.. يحمون البناء والأمان والاستقرار والنهضة الكبري.

أمريكا سقطت في اختبار الاستيطان

أمريكا سقطت في اختبار الاستيطان

أكدت الولايات المتحدة الأمريكية انحيازها المطلق لسياسة إسرائيل العدوانية التوسعية.

عندما أعلنت امس معارضتها لمشروع قرار عربي في مجلس الأمن يكتفي فقط بإدانة عمليات الاستيطان الإسرائيلي علي الأراضي الفلسطينية المحتلة. دون المطالبة بمعاقبة إسرائيل علي رفضها تنفيذ كافة القرارات الدولية السابقة بعدم مشروعية الاستيطان بل والانسحاب من الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة منذ عدوان 5 يونيو 67.

لقد سقطت الادارة الأمريكية بوجهها الجديد برئاسة أوباما في اختبارات عدة تتناول تنفيذ وعودها بالعمل علي دفع عملية السلام علي أسس عادلة ونزيهة غير متحيزة.

مما يدعم الشكوك العربية في جدوي احتكار الولايات المتحدة الأمريكية لعملية السلام وابعاد باقي أطراف المنظومة الدولية عنها. مما وضع العرب والفلسطينيين فيما يمكن تسميته فخ عملية السلام الأمريكي الصنع الإسرائيلي الهدف لإضاعة الوقت لتنفيذ المخططات التوسعية وابعاد العرب عن الطريق الصحيح للمواجهة واستخلاص الحقوق المسلوبة بالقوة والتي ثبت انها لا يمكن استردادها علي مائدة المفاوضات الأمريكية.

نحو مستقبل عربي أفضل

نحو مستقبل عربي أفضل

دعا الرئيس حسني مبارك القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية لتوجيه رسالة إلي الشعوب العربية بأن السلام آت لا محالة مهما كانت مراوغات الاحتلال. وأن التنمية العربية الشاملة آتية لا محالة مهما كانت الصعاب والتحديات.

افتتح الرئيس مبارك بهذه الرسالة المتفائلة الدورة الثانية للقمة بشرم الشيخ التي وصفها برمز السلام والتنمية.. معبراً عن إرادة أكثر من ثلاثمائة ملايين عربي وتصميمهم علي بناء المستقبل الأفضل. بالمزيد من العمل العربي المشترك ثقة فيما تمتلكه الأمة العربية من طاقات وموارد.

إن استعادة التضامن العربي ودفع العمل المشترك في كافة الميادين وخاصة السياسية والاقتصادية هي الأساس المتين لبناء مستقبل عربي مشرق قادر علي مواجهة مؤامرات القوي السافرة في عداوتها لاهداف ومصالح العالم العربي. المتآمرة علي شق صفوفه ونشر الصراعات الداخلية فيه واشغاله عن معركته الأساسية من أجل الحرية والوحدة والتنمية.

قمة الأمل.. ومنطق الخيار الوحيد

قمة الأمل.. ومنطق الخيار الوحيد

تترقب الأوساط العربية والعالمية انطلاق القمة العربية الاقتصادية الثانية. اليوم في مدينة السلام شرم الشيخ والتي تستهل أعمالها بكلمة الرئيس حسني مبارك إلي الأمة بعد تسلمه رئاسة القمة من أمير دولة الكويت الشيخ صباح الجابر الأحمد الصباح والتي يستعرض فيها التحديات ويرصد المتطلبات علي طريق تكامل عربي حقيقي وفعال ومثمر يسهم في اثراء جهود التنمية بجميع الدول العربية ويلمس نتاجه المواطن العربي البسيط رخاء وأمنا واستقرارا.

مدينة السلام تحتضن قمة الأمل العربي في ظل ظروف اقتصادية بالغة الحساسية ومعطيات تجعل من التكامل العربي خيارا وحيدا ومطلبا لا يقبل أنصاف الحلول.. فمازال شبح الأزمة الاقتصادية العالمية يخيم علي العالم ويلقي بظلاله علي الجميع.. لا يستثني دولة متقدمة أو نامية. غنية أو فقيرة.. وها هي أزمة أسعار السلع الغذئية تطل مجددا مهددة بنقص في الحبوب وغلاء في أسعار المنتج الزراعي لا تتحمله معظم دول العالم وها هي البطالة تتفاقم والعملات تتذبذب والبورصات تتقلب والمناخ يضطرب.

في ظل هذه الأجواء المحفزة علي العمل المشترك يلتقي القادة لعرب في بلدهم الثاني تستقبلهم حفاوة الحب والتقدير تسبقها آمال وأحلام وتطلعات كل الشعوب العربية في عمل مشترك وتكامل فعال وتنمية شاملة تراعي البعد الاجتماعي ولا تغفل التحديات الاقتصادية.. يكون شعارها: معا يدا بيد من أجل حاضر مزدهر ومستقبل مشرق. 

منارة مضيئة للتقدم المشترك

منارة مضيئة للتقدم المشترك

** يفتتح الرئيس حسني مبارك غداً في شرم الشيخ القمة الاقتصادية العربية الثانية التي تحمل العديد من آمال التنمية والتقدم للأمة العربية.. في ضوء ما أعلنه الأمين العام للجامعة العربية أمس أن القمة الأولي التي استضافتها الكويت. أسست لانطلاقة جديدة وجادة للتعامل مع القضايا الاقتصادية والاجتماعية والتنموية بالدول العربية.

** وقد اختارت القمة في أعمالها التحضيرية.. تناول القضايا العامة التي تجعل من قمة شرم الشيخ مدينة السلام قمة للتنوير والرخاء ورفع مستوي المعيشة في كل دول الوطن العربي.. ولجميع سكانه بدون استثناء.. كما تواكب الاتجاه العالمي في الاهتمام بالمشروعات الصغيرة التي تعتبر القاطرة الحقيقية للتنمية وتوفير فرص العمل للشباب.. وها هو صندوق المشروعات الصغيرة.. وصلت مساهمته إلي 1.3 مليار دولار وأصبح جاهزاً لمد الشباب العربي بقروض ومنح تستكشف فرص العمل ومجالاته وتشجع الشباب علي العمل الحر.. الذي ينعش بالتالي مساهمات القطاع الخاص.

** وها هي ملفات متكاملة تنتظر القمة سواء بالنسبة للتجارب العربية في مواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية.. أو تقنين العمل الجمركي.. بما يسمح بحرية انتقال الأموال والسلع عبر البلاد العربية.. والتنبه لأزمة المياه المتوقعة من خلال اعداد استراتيجية للأمن المائي.

** ولعل الاهتمام غير المسبوق.. بقمة شرم الشيخ يحقق دلالة مهمة لدي المواطن العربي بإمكانية الاقتحام المتكامل للسوق العربية المشتركة.. المدخل الطبيعي لوحدة عربية مستقرة وقوية.. تنتظرها الأجيال. 

التنمية الشاملة .. مسئولية عربية

التنمية الشاملة .. مسئولية عربية

** يكتشف المرء بسهولة ان بوابة النمو الاقتصادي هي دائما المدخل الرئيسي للتقدم الاجتماعي.. وتوفر الأرضية المناسبة لغرس قواعد الديمقراطية والإصلاح المتكامل.. وبالتالي ارتفاع مستوي معيشة المواطن.. وامتداد الطابع الحضاري إلي الريف قبل المدينة.

** وعلي المستوي الإقليمي أمامنا دروس عديدة لأهمية التعاون الجاد والتكامل الاقتصادي للنهوض بالتجمعات الإقليمية.. ونكتفي بما نجح فيه الاتحاد الأوروبي الذي بدأ خطوات الوحدة بإقامة السوق الأوروبية المشتركة.. وسرعان ما تحول إلي كيان سياسي واقتصادي واجتماعي وجاذب للديمقراطية.

** واليوم ينتظر الشارع العربي من المحيط للخليج ماذا يمكن أن تحقق القمة العربية الاقتصادية والتنموية الاجتماعية التي تستضيف دورتها الثانية مدينة السلام شرم الشيخ.. ويلاحظون تكامل مشروعات القرارات التي ناقشتها اللجان التحضيرية عن مستقبل القدس حتي الأمن الغذائي العربي.. وتؤكد مرة أخري تكامل الموارد الطبيعية والبشرية في أنحاء الوطن العربي واستطاعتها تحقيق حلم التكامل والوحدة الاقتصادية.. التي تفتح الباب واسعا لنهضة شاملة.. وفرص عمل وفيرة.. وتغير في الخريطة الديموجرافية.. وتطور تعليمي.. واجتماعي.. الخ.. وهي في كل الأحوال مسئولية يضطلع بها القادة العرب أمام شعوبهم. وفرصة ذهبية لنقلة كبري تضع الأمة العربية في مكانتها المستحقة تاريخيا واجتماعيا وثقافيا.. وقبلها الاقتصاد محور التقدم وشريانه. 

الاستقرار دعامة التغيير

الاستقرار دعامة التغيير

الشعب صاحب المصلحة الحقيقية. وهو مصدر السلطات جميعها. ولذلك فإنه عندما يقول كلمته ويعلي ارادته تنحني أمامه كل الارادات المضادة. وتتنحي عن طريقه كل العقبات التي يضعها أعداء التغيير.

مارس الشعب التونسي حقه في التغيير. واستجاب له الرئيس زين العابدين بن علي تاركا مقاليد الرئاسة راحلا عن البلاد. كي تخوض تجربة جديدة يأمل كل اشقاء واصدقاء تونس أن تكلل بالنجاح لتستقر الأوضاع ويستتب الأمن. وترسو سفينة التغيير بأمان علي شاطئ النجاة والاصلاح لتعويض ما فات وهو كثير.

ان الامن والاستقرار هما دعامة التغيير والاصلاح. فلا يرتفع بناء علي انقاض. ولاتعلو منجزات فوق حرائق. وهو ما نأمل أن يدركه الشعب التونسي ويتمسك به لأنه صاحب الوطن.

الوفاق الوطني.. ينقذ لبنان

الوفاق الوطني.. ينقذ لبنان

انهارت المبادرة السعودية السورية لتجنيب لبنان خطر التقسيم في الوقت الذي يجري فيه بالفعل تقسيم السودان طبقاً لمخطط أمريكي سافر يقضي بإقامة الشرق الأوسط الجديد تحت عين وسمع إسرائيل ضماناً لأمنها وبقائها حارسة للأهداف والمصالح الأمريكية.

أننا نهيب بالأطراف اللبنانية المختلفة التمسك بالوفاق الوطني حفاظاً علي أمن الدولة اللبنانية وتجنباً للانزلاق في هوة الصراع المسلح الذي لا يخدم سوي أعداء لبنان العربي ومقاومته الوطنية للعدوان الإسرائيلي المستمر.

يستطيع لبنان الشعب والحكومة والأحزاب. تجاوز هذه الأزمة الخطيرة. إذا توافرت النوايا الطيبة نحو الوفاق لصالح الجميع. وامتنعت الإغراءات الخارجية لتغليب طرف علي آخر بهدف سوق كل الأطراف اللبنانية إلي مستنقع تمرح فيه الأهواء والمصالح الأجنبية. 

لماذا لا تنجح أمريكا مع إسرائيل؟!

لماذا لا تنجح أمريكا مع إسرائيل؟!

يبدو ان الإدارة الأمريكية. بعد أن نفضت يديها من ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. تفرغت لملفات أخري في الشرق الأوسط توارثتها عن الادارات الأمريكية السابقة التي أرست دعائم التدخل الأمريكي بنوعيه الخشن والناعم في شئون دول الشرق الأوسط بهدف الهيمنة علي هذه المنطقة الحيوية في العالم. فيما خلا اسرائيل التي تتمتع بميزة الحليف الاستراتيجي الذي لا يرفض له طلب ولا يفرض عليه أمر حتي لو كان يخص عملية السلام ذات الرعاية الأمريكية لفظيا لا فعليا.

لذلك توجهت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية إلي اليمن لتعلن من صنعاء أن منظمة القاعدة أمريكية الأصل والحجة التقليدية هي عدو مشترك لواشنطن وصنعاء بما يعني تصعيد التدخل الأمريكي المسلح علي الأراضي اليمنية.

في الوقت نفسه يواصل السناتور كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الامريكي في جوبا وضع اللمسات الأخيرة لإعلان نجاح المخطط الامريكي في فصل جنوب السودان عن شماله. تمهيدا لايقاع الجنوبيين في الفخ الأمريكي الإسرائيلي الطامع في تطويق العالم العربي وقطع أواصره التاريخية مع شعوب إفريقيا السوداء.

إن الادارة الأمريكية تثبت بهذه التدخلات والنجاحات قدرتها علي تنفيذ مخططاتها إن لم يكن بالقوة الغاشمة. فبالدبلوماسية الناعمة علي حساب أهداف ومصالح الشعوب العربية. في حين تغيب هذه القدرة في التعامل مع إسرائيل المحطمة لعملية السلام الرافضة لأية أفكار أمريكية ولو كانت تستهدف تسكين الفلسطينيين والعرب الملتحقين بالركب الأمريكي. 

تكريم يعقوب .. رسائل ومعان

تكريم يعقوب .. رسائل ومعان

 

في حفل تكريم واستقبال للجراح العالمي المصري د. مجدي يعقوب .. قام الرئيس حسني مبارك بتقليد العالم الكبير "ملك القلوب" قلادة النيل العظمي. أرفع درجة تكريم مصرية.

لم يتردد الرئيس لحظة. عندما قرر تتويج مجدي يعقوب أعلي وسام. لأنه مواطن مسيحي. وانما كل ما حدا به لتكريم هذا الفارس هو مدي حبه وإخلاصه للوطن وعشقه لترابه المقدس.

جذب انتباه مبارك لهذا العالم الكبير تواضعه الشديد وحبه للبسطاء والفقراء الذين لم ينشغل عنهم أو يتعال عليهم.. ولم يتحدث من برج عاجي عن معاناتهم. وكأنه يطلق "فرقعات في الهواء".. وإنما عمل في صمت.. دون صخب أو ضجيج.

رغم كل ما حققه من نجاحات وعمليات زرع صمامات ونخاع مسجلة باسمه.. ورغم الألقاب الرائعة والأوسمة التي نالها من زعماء العالم. بعد رحلة شاقة وطويلة في محراب العلم. إلا انه أحب أطفال الفقراء.. وأحب مصر بالأفعال لا الأقوال فاستحق التكريم وتقلد أعلي وأغلي و سام في حياته من زعيم مصر .. في رسالة للعالم كله بأن هذه هي مصر. التي لا تفرق بين مسيحي ومسلم.

فالرئيس منح "ملك القلوب" القبطي أعلي وسام.. فيما قام ابن مصر البار بعمليات جراحية أعادت الحياة والأمل للصغار الفقراء. دون النظر لدينهم أو لونهم.. انما الشرط الوحيد أن يكون المريض فقيراً.

هنيئا لمصر بمبارك.. وبعلمائها .. وسماحة أبنائها الذين في رباط إلي يوم الدين

الإنفصال الحزين

الإنفصال الحزين

لا فرق بين جرافات الاستيطان الإسرائيلية التي تسرق الهوية العربية من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس المحتلة. ومن الأراضي السورية واللبنانية في الجولان والجنوب.

وبين الجرافات السياسية الأمريكية التي تمضي في تقسيم الدول العربية ومحو الهوية العربية لمناطق منها تحت شعارات مزيفة مستغلة قوي محلية مشبوهة تمدها الولايات المتحدة الأمريكية بالدعم السياسي والاقتصادي والعسكري. تماما كما تفعل مع إسرائيل. لتنفيذ مخططات التقسسيم وتبديد حلم الأمة العربية في الوحدة طريقا للتقدم.

انه ليوم حزين عندما يشرف السيناتور الأمريكي جون كيري علي استفتاء اخواننا في جنوب السودان منتزعا منهم صك الانفصال عن السودان العربي الشقيق. بعد أن أشرفت بلاده الولايات المتحدة الأمريكية وحليفاتها الغربيات علي تمهيد الأرض بالقتل والمال والخديعة وتقصير الحكام لكي تصل بالجنوبيين إلي اختيار الانفصال الحزين.

لا ملام للأمريكيين وحلفائهم ان نجحوا في تنفيذ مخططاتهم وانما المسئولية تقع علي من شاركوا في التنفيذ داخل السودان وخارجه. واعتبروا 9 يناير 2011 يوم الانفصال يوما تاريخيا. بينما هو لا فرق بينه وبين 15 مايو 1948 يوم نكبة فلسطين.

القضاء .. حصن الشعب الحصين

القضاء .. حصن الشعب الحصين

 ** كان أمس موعد زعيم مصر وقائد مسيرتها الرئيس حسني مبارك مع قضاة مصر.. شهد احتفالهم بيوم القضاء الذي أقيم بمقر دار القضاء العالي.. في القاعة التي شغلها أول رئيس لمحكمة النقض عبدالعزيز فهمي في بداية مسيرة.. زهت واحتلت المكانة الرفيعة والشامخة.

** حرص الرئيس علي التأكيد بأن القضاة هم الحصن الحصين للشعب في مواجهة الإرهاب والتطرف كما انهم يساهمون بما يصدرونه من أحكام في حماية أمن الوطن وسلامه الاجتماعي أمام محاولات العابثين.. ويسهمون كذلك في ترسيخ مبدأ المواطنة.. لا فرق أمام منصة التقاضي بين قبطي ومسلم.. والكل يعلم ان مظلة العدالة مكفولة لجميع المصريين.

** وقد اختارت مصر مبدأ الفصل بين السلطات.. والتزم القائد.. منذ تحمل مسئولية قيادة سفينة الوطن بهدف استقلال السلطة القضائية والبعد بالقضاء عن شبهة التأثير في أحكامه أو مظنة التدخل في أعماله.. وتمسك بسيادة القانون عن اقتناع وقوة وإيمان.

** وهذه المكانة العظيمة لقضاء مصر.. في مسيرة الوطن تعززت بإعادة مجلس القضاء الأعلي.. وتعزيز صلاحياته واختصاصاته.. لتكون أمور القضاء بين أيدي القضاة وشئونهم مسئولية شيوخهم الأجلاء.. واليوم وثقة الشعب في قضاة الوطن بلا حدود.. فإن المهمة الضرورية تحقيق العدالة الناجزة.. وتستحق اهتمامهم وعنايتهم.. فهذا هو موقعهم ومسئوليتهم.. وسيظل قضاء مصر الحصن الحصين للعدالة والدستور.

عيد الميلاد .. والوحدة الوطنية

عيد الميلاد .. والوحدة الوطنية

لن تؤثر جريمة إرهابية غادرة في متانة النسيج الحي للوحدة الوطنية المصرية الصامدة بل علي العكس برهنت هذه الجريمة علي وعي المصريين جميعاً بما تريده منهم القوي المعادية الساعية إلي فصل عري هذه الوحدة المتينة. ودفع طرفيها إلي التنابز والتقاتل حتي يستطيع العدو المشترك تنفيذ أهدافه التي تحطمت علي صخرة التلاحم الفريد للشعب المصري مع اختلاف طوائفه وعقائده.

ان احتفال مصر كلها بعيد الميلاد المجيد بالصورة النابضة بالوحدة والتضامن التي شهدها العالم. لهو رد مصري صحيح علي المزاعم التي ترددها القوي المعادية في الغرب عن حماية الأقباط كأقلية. وتنادي بعض هذه القوي بموقف أوربي مشترك يشكل تدخلا في الشئون المصرية مرفوضاً من الشعب المصري الأقباط منه قبل المسلمين. لأن هذا التدخل يصب في صالح القوي نفسها التي ارتكبت جريمة كنيسة القديسين ويحقق لها أهدافها. وهي بالقطع ليست في صالح المصريين أقباطاً ومسلمين.

جهود السلام مستمرة.. رغم الجراح

جهود السلام مستمرة.. رغم الجراح

بحث الرئيس حسني مبارك إيجاد طريق لتحريك عملية السلام المتجمدة في شرم الشيخ أمس مع بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة العنصرية المتطرفة في إسرائيل في أول لقاء بينهما منذ توقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية علي صخرة عمليات الاستيطان الإسرائيلية غير المشروعة والمتحدية لكل مطالب المجتمع الدولي.

إن مصر تؤكد التزامها بعملية السلام وتبذل كل ما بوسعها لازالة العقبات التي تضعها سياسة التوسع والعناد الإسرائيلية. ولا تتوقف مصر عن جهودها السلمية حتي وهي تلملم جراحها نتيجة التفجير الارهابي بكنيسة القديسين بالإسكندرية المستهدف به وضع اسفين داخل الوحدة الوطنية لإضعاف مصر وشغلها عن قضايا المصير في هذه المنطقة الحيوية من العالم.

أكذوبة الاضطهاد.. غربية الصنع

أكذوبة الاضطهاد.. غربية الصنع

لم يكن المصريون مسلمين وأقباطاً علي مر التاريخ في حاجة إلي قوي أجنبية تحميهم أو تحرس مساجدهم وكنائسهم. إذ كانت وحدتهم الوطنية هي الدرع الحامية وأرضهم الطيبة هي مظلة الأمان لهم ولضيوفهم.

قد لا تدرك هذه الحقيقة الثابتة. أو تتجاهلها تلك القوي والجهات الأجنبية في الغرب بالذات وهي تتشدق بشعار حماية المسيحيين في أعقاب التفجير الإجرامي المشبوه بكنيسة القديسين.

إن الذين يتحدثون في إيطاليا والولايات المتحدة وفرنسا وغيرها عن اضطهاد المسيحيين في الشرق الأوسط يتجاهلون حقيقة أن الشرق منبع الأديان السماوية جميعها وأن شعوبه مارست شعائرها بلا تفرقة أو ضغوط. إلا في فترات قصيرة من التاريخ كانت جيوش الغرب خلالها تحتل أجزاء من الشرق تستنزف ثرواته. وتبدد طاقاته. وتفرق بين الأديان والأوطان. ولم يكن الاغتصاب الإسرائيلي لفلسطين. والاحتلال الأمريكي للعراق إلا حلقة في مسلسل فرض الهيمنة الغربية علي الشرق الأوسط تحت شعارات مسيحية كما فعل الصليبيون في العصور الوسطي أو شعارات سياسية كما فعل الأمريكيون في أوائل القرن الحادي والعشرين.

لن تنطلي مزاعم بعض الحكومات الغربية علي اضطهاد الأقباط علي أحد في مصر لأنهم أخوتنا ونحن أخوة لهم في السراء والضراء قاومنا معا الاحتلال وحررنا أرضنا وسنبقي معا ونصمد أمام المتآمرين هنا.. أو هناك. 

بالحوار الجاد نؤكد الوحدة الوطنية

بالحوار الجاد نؤكد الوحدة الوطنية

لا تدخر الأجهزة الأمنية جهدا في سبيل الكشف عن المخططين والمرتكبين للجريمة الإرهابية ضد كنيسة القديسيين بالاسكندرية. لضبطهم وانزال العقاب الرادع بهم. في الوقت الذي يواصل فيه الشعب المصري التعبير عن تمسكه بالوحدة الوطنية وايمانه بالمصير الواحد لكافة طوائفه وأطيافه في مواجهة إرهاب غادر لا يقيم وزنا لدين سماوي أو قانون وضعي.

ان الجريمة الإرهابية النكراء التي أراد بهم مرتكبوها ومن وراءهم ضرب الوحدة الوطنية. يمكن أن تتحول إلي تأكيد لهذه الوحدة وتمتين لجذورها الضاربة في عمق الوطنية المصرية التي طالما صمدت أمام عواصف المؤامرات والتدخلات الأجنبية وذلك بالحوار الجاد المخلص الهادف إلي حل كافة المشكلات التي إذا تراكمت. تشكل تهديدا للوحدة الوطنية أو تخلق مناخا تعبث فيه أيدي القوي المعادية للشعب المصري مسلميه وأقباطه.

أمن مصر .. أولاً

أمن مصر .. أولاً

أجمع الشعب المصري. بكل طوائفه وأطيافه. علي إدانة العمل الإجرامي ضد كنيسة القديسين. رافعاً راية الوحدة الوطنية. مطالبا بضبط المجرمين وإنزال القصاص العادل بهم. جراء تعديهم علي حرمة أماكن العبادة. واستباحة دماء الأبرياء بغير الحق. وتعريضهم للخطر الوحدة الوطنية. قدس الأقداس في هذا الوطن.

ان الحفاظ علي سلامة مصر وأمنها في الحاضر والمستقبل هو واجب كل مصري يعلو علي أية انفعالات وقتية قد تكون مبررة بحجم الجريمة الإرهابية التي وقعت. ولكنها لا تكون مبررة إذا أساءت لأمن الوطن ومست الممتلكات العامة أو الخاصة. لأن ذلك الضرر يخدم أهداف مرتكبي الجريمة والمحرضين عليها. بل ويسمح للقوي الخارجية أن تطل برأسها في شأن مصري خالص. وتجد لنفسها في ساحة الوطن موطئ قدم لتنفيذ مخططاتها المعادية ضد المصريين جميعاً حتي من يتصورون انهم سيكونون في أمان. ولهم في التجارب حولنا عظة وعبرة. 

وحدتنا الوطنية .. أشد صلابة

وحدتنا الوطنية .. أشد صلابة

 اتخذ الشعب المصري وحدته الوطنية درعا تحميه وتصد عنه كل المخططات المعادية التي تستهدف تفرقة صفوفه. وإضعاف إرادته. وتشتيت جهوده من أجل التقدم وتوفير الحياة الحرة الكريمة لكل مواطن علي أرض مصر. بصرف النظر عن العقيدة التي يؤمن بها. أو الطائفة التي ينتسب اليها.

تمكن الشعب بهذه الوحدة الصامدة من إفشال مؤامرات الاحتلال البريطاني. وتعانق الهلال والصليب في ثورة 1919 ضد الاحتلال الذي خسر رهانه علي سياسة "فرق تسد". وأصبح هذا العناق الفريد شعارا للوحدة الوطنية عبر الأجيال اللاحقة تهرع إليه جماهير الشعب.. بلا تفرقة بين مسلم ومسيحي. إذا تعرضت الوحدة الوطنية لأزمة طارئة أو خطر داهم. حتي تخف الأزمة ويزول الخطر.

لقد ازداد الشعب المصري تمسكا بوحدته الوطنية بعد تفجير كنيسة الإسكندرية في عيد الميلاد. وتفجرت مشاعر الغضب وتصاعدت نداءات الوحدة لدي المصريين جميعا. ربما بين المسلمين أشد من الأقباط. مطالبين بالقصاص من الإرهابيين أيا كانوا. لأن الجريمة حاولت النيل من أحد مقدساتهم: الوحدة الوطنية.